مسقط- الرؤية
دشَّنت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج، مشروع رقمنة المناهج العُمانية للصفوف (1- 12)؛ وذلك بالتعاون مع شركة "بي.بي. عُمان"، ضمن خطة متكاملة للتحول الرقمي تواكب مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
ويهدف المشروع إلى تحويل المناهج الدراسية إلى محتوى رقمي تفاعلي، يعزز أساليب التعلم الحديثة، ويراعي مستويات الطلبة والفروق الفردية بينهم؛ بما يسهم في تحسين التحصيل الدراسي، وتنمية مهارات التعليم الذاتي والتعاوني، وإكساب الطلبة مهارات المستقبل.
وأوضحت المديرية أن المشروع يُنفذ عبر مراحل متتابعة؛ حيث شُكّلت لجنة رئيسية، وعدد من فرق العمل تضم مختصين من ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، وتركز المرحلة الأولى على رقمنة مناهج الصفوف (1- 4)، وعدد من مناهج الصفين الخامس والسادس، عبر تصميم محتويات تفاعلية متنوعة تشمل أنشطة، وألعابًا تعليمية، ومقاطع صوتية ومرئية، وموشن جرافيك، ومعارض فنية رقمية. ويجري العمل على إطلاق المرحلة الثانية التي ستشمل استكمال رقمنة بقية مناهج الصفوف (1- 4)، ومناهج الصفوف من الخامس حتى الثامن، وفق خطة التأليف، والتطوير المعتمدة.
وتعمل المديرية على توسيع نطاق استخدام رموز الاستجابة السريعة (QR) في الكتب الدراسية الجديدة لربطها بالمحتويات الرقمية، مع التحديث المستمر للموارد التعليمية وأدلة المعلم، وإتاحتها عبر موقع تقنيات التعليم بالبوابة التعليمية، ويُمكّن الموقع الطلبة والمعلمين من الوصول إلى الكتب الرقمية التفاعلية، النسخ الإلكترونية للكتب الدراسية، وأفلام تعليمية مساندة.
وأكدت المديرية أن تدريب وتأهيل المعلمين والطلبة يمثل ركيزة أساسية لنجاح المشروع؛ حيث نُفذت تجارب تطبيقية في عدد من مدارس الصفوف (1- 4) بالمحافظات، مصحوبة بورش تدريبية حول آليات توظيف الكتب الرقمية في الحصص الدراسية، ويتم التوسع في تنفيذ ورش تدريبية لجميع المدارس بالشراكة مع فرق الإشراف التربوي، والدعم الفني.
وفي إطار متطلبات التحول الرقمي، تعمل الوزارة على تحديث البنية التحتية لمدارس السلطنة، عبر مشروع تزويد جميع صفوف الحلقة الأولى بشاشات تفاعلية، ورفع سرعة الإنترنت إلى (1 جيجابت)؛ بما يضمن بيئة تعليمية متكاملة تعزز التعلّم التفاعلي، وتدعم مبدأ العدالة التعليمية.
ودشّنت الوزارة منصة "نور التعليمية"، التي تمثل بيئة إلكترونية متكاملة لإدارة عمليات التعليم والتعلم، وتمكّن الطلبة من استعراض المحتويات الرقمية التفاعلية المرتبطة بالمناهج، وربطها بمخرجات التعلم، بما يسهم في تعزيز التعليم المخصص للطلبة والحد من الاعتماد على الدروس الخصوصية.
وأكدت المديرية العامة لتطوير المناهج أن مشروع رقمنة المناهج لا يُعد مجرد تحول تقني؛ بل نقلة فكرية وتربوية، تخضع للمراجعة والتقييم المستمر لضمان جودة المحتوى وفاعلية مخرجاته. وجددت المديرية انفتاحها على جميع المقترحات التربوية والإعلامية التي تسهم في تطوير العملية التعليمية، مؤكدةً أن الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو بناء نظام تعليمي رقمي مرن، حديث وشامل، يعزز تنافسية سلطنة عُمان في المستقبل.